منتديات الحوراء زينب
هوية الحقيقة المحمدية العلوية 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا هوية الحقيقة المحمدية العلوية 829894
ادارة المنتدي هوية الحقيقة المحمدية العلوية 103798
منتديات الحوراء زينب
هوية الحقيقة المحمدية العلوية 613623

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا هوية الحقيقة المحمدية العلوية 829894
ادارة المنتدي هوية الحقيقة المحمدية العلوية 103798
منتديات الحوراء زينب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هوية الحقيقة المحمدية العلوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العلوية ام موسى الاعرجي
*************
*************
العلوية ام موسى الاعرجي


عدد المساهمات : 13
نقاط : 39
تاريخ التسجيل : 15/01/2015
العمر : 71
mms هوية الحقيقة المحمدية العلوية YiT73278
الموقع : بغداد

هوية الحقيقة المحمدية العلوية Empty
مُساهمةموضوع: هوية الحقيقة المحمدية العلوية   هوية الحقيقة المحمدية العلوية I_icon_minitimeالخميس يناير 15, 2015 11:01 am

الحقيقـة المحمديـة العلويـة


بعد أن شرحنا في المرحلة الأولى : مقام الذات الإلهية المقدّسة نشرع في الإنتقال الى المقام الثاني في المرحلة الثانية وهو مقام الحقيقة المحمدية العلوية.

ماذا صدر عن الذات المقدسة؟

بعد أن بيّنّا أن الذات الإلهية المقدسة هي حقيقة مجرّدة وبالوقت نفسه تلك الذات فيضها لا يتوقّف بحال لذلك بد من صدور إشراق منه، وأن يكون صدوراً لا يوجب التعلّق كإدعاء الأب والإبن عند النصارى بل صدوراً مجرّداً غير مادي وهذا الصدور نعبّر عنه فيضاً من هنا قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه "لم يُطلع العقول على تحديد صفته، ولم يحجبها عن واجب معرفته".

ما هي طبيعة هذا الفيض أو هذا "الإشراق" أو هذا "الصدور" ؟

بما أن الذات الإلهية غيب فلا يصدر منها إلا غيب (كما بيّنا سابقاً استحالة خروج المادة من الذات لاستحالة التعلّق) ولكن صفة هذا الغيب تختلف عن الغيب الأول ، هذا غيب من المرتبة الثانية وهو غيب محدث.

وهذا الغيب الثاني يحمل جميع الصفات للذات المقدسة بتمامها وكمالها إلا أنه لا يحملها على نحو الحمل الأصلي إنما يحملها على نحو التجلي الغيبي أي لا يحمل تلك الصفات ذاتاً إنما يحملها فيضاً ولا يحملها تجافياً إنما يحملها تجلّياً.(سبق قد بيّنا في الدرس السابق قاعدة التجلي والتجافي).

وهذا التجلي الثاني بما أنه هو أول صادر عن الذات المقدّسة نعبّر عنه بـ " الصادر الأول"

النتيجة

الصادر الأول هو الغيب الثاني الذي يحمل تجلّياً غيبياً لجميع الصفات الإلهية الكاملة والمظهر التام للصفات الإلهية الغيبية غير المخلوقة لمقام الذات المقدسة.

قال المرجع التبريزي : " مقام الصادر الأول جمع جميع المراتب الإلهية والكونية من المراتب الطبيعية الى آخر مراتب الوجود ولذلك يقول القرآن الكريم : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءا)) أي أصل الوجود أصل واحد محدث هو "التجلّي الأول" وهو أصل جميع الأشياء والتعيّنات العلمية والوجودية أولها ومنتهاها.

كذلك دعاء الصباح : " يا من دلّ على ذاته بذاته " أي يا من دلّ على ذاته التامة الأولى بالذات المتجلّية.

كما في خطبة لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : " تجلّى لها بها وبها امتنع عنها" تجلّى الله سبحانه للعقول بخلقه وآثاره، والعقول‏ هي من جملة الخلق والآثار، وامتنع من العقول أيضاً بخلقه لأن المخلوق أعجز من أن ‏يدرك الخالق، وحاكم العقول الى نفسها فحكمت هي بذاتها أنها عاجزة عن ‏إدراك الذات القدسية .

نختم بالتذكير والتحذير أن كلمة التجلّي هو تعبير خاطئ فيه تسامح ولا نقصد أبداً بأن التجلّي هو الظهور بل نكرّر أنه تجلّي غيبي

هوية الصادر الأول

هي الحقيقة المحمدية العلوية، وهي أول مرتبة تجلّي غيبي للذات العليّة، وهي حقيقة جمعية غيبية واحدة لا يوجد فيها أي تكثّر.

ولهذا المقام أسماء مختلفة الوجوه بحسب اعتبارات تلك الحقيقة منها: الحقيقة المحمدية، التعيّن الأول، مقام الأحدية، حقيقة الحقائق، واسطة الفيض والمدد، المقام الجمعي، ونور الأنوار وأسماء كثيرة لا مجال لشرحها في هذا الدرس.

فلولا سريان الفيض من الذات الإلهية من خلال تلك الحقيقة ما كان للعالم من ظهور ولا صحّ وجود لموجود لبعد المناسبة وعدم الارتباط وخلاصة القول لا تصح نسبة وجود الموجودات إلا بواسطة هذه الحقيقة الشريفة. بهم فتح الله الوجود "بنا فتح الله وبنا يختم وبنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه".

أما صورة أهل البيت الإنسانية البشرية التي ظهروا بها على الأرض هي آخر تعيّن وتنزّل لها على أرض الكثرة والحدوث والمقصود بها "مقام الإمامة" وهو أدنى مقام لهم كما في حديث أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آله " ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك".

فوجودهم بتلك المقامات المختلفة يدلّنا على أنفسنا أولاً وأخيراً، وعلى مسيرتنا أي مبدؤنا ومنتهانا بخط جلّي واضح فتتضح الطريق أمامنا، فالإنسان حتى يعرف نفسه لا بد أن يعرف مبدأه ومنتهاه على رواية الإمام الكاظم عليه السلام " رحم الله امرأً عرف من أين وفي أين والى أين".

ونبدأ السؤال من أين

مصدر الوجود كلّه هو من "الصادر الأول" أي من الحقيقة المحمدية العلوية التي فاضت عن حضرة ذي الجلال، ثم فاض عنه الوجود المجرّد والحسّي بأمر واجب الوجود فالحقيقة المحمدية العلوية هي حجاب أسرار الربوبية وحاملة صفات الذات المنزّهة عن الأينية والكيفية.

في أين (هم أصل الهداية)

فالذات المقدسة لإمتناعها من الظهور واحتجابها بحجاب العظمة وعدم وجود قابلية المخلوق لتحمّلها تجلّت في الحقيقة المحمدية العلوية الحاملة لجميع الصفات الإلهية الغيبية وأبت الذات أن تظهر إلا بها، فهي حجاب الله الذي بها احتجب عن الخلق فأصبحت هي المنيرة لكل سراج حسّاً ومعنى، من نبي وولي، لأنها المظهر الأول وواسطة الفيض والحقـيقة الكلية الجامعة !.

الى أين

وكما أن الحقيقة المحمدية هي واسطة خلق الوجود ونتيجته وأكمل ثمراته كذلك تتحقق بها الكمالات الحقيقية للكائنات قاطبة، إذ تصبح المخلوقات بجميع مراتبها الوجودية مرايا تعكس تجليات أسماء الجمال والجلال، فمرجع الخلائق كلّها أيضاً الى تلك الحقيقة كما كانت تلك الحقيقة المحمدية العلوية كانت المصدر فهي أيضاً المنتهى، فأصبحوا هم العلّة الغائية

كما في حديث الكساء : " فهبط الأمين جبرائيل وقال : السلام عليك يا رسول الله، العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصّك بالتحية والإكرام ويقول لك : و عزّتي وجلالي إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمراً منيراً ، ولا شمساً مضيئة ، ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكا يسري إلا لأجلكم و محبتكم" وفي الزيارة الجامعة الكبيرة " إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم"

خصائص الحقيقة المحمدية العلوية : هو مقام ((ليس كمثله شيء)) ...

مقام الحقيقة المحمدية العلوية هي نقطة النور الأول بل مقام نور الأنوار الذي منه تجلّت الأنوار بالحقيقة المحمدية العلوية لمحمد وآل محمد, ومن ثم حقيقة الكائنات, ومبدأ الموجودات.
يجب على كل مكلف أن يعتقد: أنه ليس كمثل نور أنوارهم وحقيقتهم الغيبية شيء، صادر أول بالفيض عن الذات العليّة المقدّسة وهي وحدة واحدة موّحدة ومتجلّية من الذات الإلهية.

وهذه الحقيقة هي في مقام ((ليس كمثله شيء))، فلأن وجود المشابه يستلزم تعدد الكمالات واختلاف الحق وهذا محال لأن من يحمل كلّ الكمال في الأسماء والصفات الإلهية لا يمكن إلا أن يكون واحداً فرداً مترّفداً بهذا الكمال وأن فعلاً ليس لمثله شيء يشاكله أو يشابهه.

الحقيقة المحمدية لا ترى ولا تدرك كذلك بنحو أولى للذات الإلهية

ويجب أن يعتقد: أنه تستحيل عليها الرؤية أو الإدراك أو إحاطة العقول بكنهها في الدنيا ولا الآخرة حتى لا تحوم حول حجاب عظمته تعالى، كما في حديث الإمام الرضا صلوات الله عليه وهو يشرح " حقيقة مقام الإمامة :

"الإمام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل، كله من غير طلب منه له ولا اكتساب بل اختصاص من المفضل الوهاب فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات، ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب ، وخسئت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء وحصرت الخطباء وجهلت الألبّاء وكلت الشعراء وعجزت الأدباء وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله فأقرت بالعجز والتقصير وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه، لا، كيف وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟".

الحقيقة المحمدية لا تدرك بالحواس وكذلك بنحو أولى الذات الإلهية

ويجب أن يعتقد: أن الحقيقة المحمدية لا تدرك بالحواس الظاهرة : السمع والبصر والذوق والشم واللمس ولا بالحواس الباطنية الحس المشترك والخيال والمتصرفة والواهمة والحافظة لأن لا يشابها ولا يجانسها شيء والشيء إنما يدرك ما هو من جنسه ويشابهه كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " إنما تحدّ الأدوات أنفسها وتشير الآلات إلى نظائرها" وقال تعالى " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" ( الأنعام آ 103 ) وقال " ولا يحيطون به علما" (طه آ 109 )

وذلك لأن الحواس الظاهرة والباطنة إنما تدرك الحدود والمحدود والمكيّف والمصوّر والمميّز والحقيقة المحمدية لا كيف لها ولا حدود لها وبنحو أولى يثبت ذلك للذات الإلهية المقدسة.

جاء شخص لأمير المؤمنين فسأله: أرأيت ربّك؟
قال عليه السلام: ويحك أأعبد ربا لم أره.

- كيف رأيته؟

- فأجاب: لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يوصف بالبعد ولا بالقرب ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام إنتصاب ولا بمجيء ولا بذهاب لطيف لا يوصف باللطف وهو في الأشياء على غير ممازجة خارج منها على غير مباينة داخل في الأشياء لا كشيء داخل وخارج منها لا كشيء خارج
حتى نستطيع الدلالة على الذات نوقع كل الأوصاف والألفاظ على مقام الحقيقة المحمدية العلوية لأن غير مقام الذات غير المخلوق لا يمكن أي يقع عليه أي تعريف بألفاظ كما في خطب أمير المؤمنين عليه السلام :

" الحمد لله الدال على وجوده بخلقه وبمحدث خلقه على أزليته وباشتباههم على أن لا شبيه له، لا تستلمه المشاعر ولا تحجبه السواتر لافتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب الأحد بلا تأويل عدد والخالق لا بمعنى حركة ونصب والسميع لا بأداة والبصير لا بتفريق آلة والشاهد لا بممارسة والبائن لا بتراخي مسافة والظاهر لا برؤية والباطن لا بلطافة بان في الأشياء بالقهر لها والقدرة عليها، وبانت الأشياء منه بالخضوع له والرجوع إليه،..
فمن وصفه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه ومن عدّه فقد أبطل أزله ومن قال كيف؟ فقد استوضحه، ومن قال أين؟ فقد حيّزه، لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن،.. الأول بالذات والآخر بالصفات، والظاهر بالآيات والباطن عن التوهمات، تاهت العقول في تيه عظمته وهامت الأوهام في بيداء عظمته، حماها نور الأحدية وغشاها سبحات الربوبية عن إدراك حقيقة الألوهية فرجع الطرف خاسئا حسيراً والعقل مبهوتاً مبهوراً والفكر متحيراً ومنكفئاً" .

خطبة الإمام علي (ع) في التوحيد

ومن خطبة له (عليه السلام) في التوحيد وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لا تجمعه خطبه:

ما وحده من كيّفه ولا حقيقته أصاب من مثّله ولا إياه عنى من شبّهه ولا صمّده من أشار إليه وتوهّمه كل معروف بنفسه مصنوع وكل قائم في سواه معلول فاعل لا باضطراب آلة، مقدّر لا بجول فكرة، غني لا باستفادة لا تصحبه الأوقات، ولا ترفده الأدوات، سبق الأوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله، بتشعيره الشاعر عرف ألا مشعر له وبمضادته بين الأمور عرف ألا ضد له بمقارنته بين الأشياء عرف ألا قرين له.

ضاد النور بالظلمة والوضوح بالبهيمة والجمود بالبلل والحرور بالصرد مؤلف بين متعادياتها مقارن بين متبايناتها مقرب بين متباعداتها مفرق بين متدانياتها لا يشمل بحد ولا يحسب بعد وإنما تحد الأدوات أنفسها وتشير الآلات على نظائرها منعتها (منذ) القدمية وحمتها (قد) الأزلية وجنبتها (لولا) التكملة بها تجلى صانعها للعقول وبها امتنع عن نظر العيون لا يجري عليه السكون والحركة.

وكيف يجري عليه ما هو أجراه؟ ويعود فيه ما هو أبداه؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه؟ إذا لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه ولامتنع من الأزل معناه لو كان له وراء لوجد له أمام ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان وإذاً لقامت آية المصنوع فيه ولتحول دليلا بعد أن كان مدلولاً عليه وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره الذي لا يحول ولا يزول ولا يجوز عليه الأفوال، لم يلد فيكون مولوداً ولم يولد فيكون محدوداً جلّ عن اتخاذ الأبناء وطهر عن ملامسة النساء.

لا تناله الأوهام فتقدره ولا تتوهمه الفطن فتصوره ولا تدركه الحواس فتحسه ولا تلمسه الأيدي فتمسه لا يتغير بحال ولا يتبدل بالأحوال لا تبلية الليالي والأيام ولا يغيره الضياء والظلام ولا يوصف بشيء من الأجزاء ولا بجوارح والأعضاء ولا بعرض من الأعراض ولا بالغيرية والأبعاض

ولا يقال له حد ولا نهاية ولا انقطاع ولا غاية ولا أن الأشياء تحويه فتقله أو تهويه أو أن شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج يخبر بلا لسان ولهوات ويسمع بلا خروق وأدوات يقول ولا يلفظ ويحفظ ولا يتحفظ ويريد ولا يضمر يحب ويرضى من غير رقة ويبغض ويغضب من غير مشقّة.

يقول لما أراد كونه كن فيكون لا بصوت يقرع ولا نداء يسمع وإنما كلامه فعل منه أنشأه ومثله لم يكن من قبل ذلك كائناً ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً لا يقال كان بعد أن لم يكن فتجري عليه الصفات المحدثات ولا يكون بينها وبينه فصل ولا عليها فضل فيستوي الصانع والمصنوع ويتكافأ المبتدئ والبديع.

خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال وأرساها على غير قرار وأقامها بغير قوائم ورفعها بغير دعائم وحصنها من الأود والأعوجاج ومنعها من التهافت والانفراج أرسى أوتادها وضرب أسدادها واستفاض عيونها وخد أوديتها فلم يهن ما بناه ولا ضعف ما قواه.

هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته والعالي على كل شيء منها بجلاله وعزّته لا يعجزه شيء منها يطلبه ولا يمتنع عليه فيغلبه ولا يفوته السريع منها فيسبقه ولا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه خضعت الأشياء له فذلّت مستكينة لعظمته، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره فتمتنع من نفعه وضره ولا كفؤ له فيكافئه ولا نظير له فيساويه.

هو المفني لها بعد وجودها حتى يصير موجودها كمفقودها وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها وكيف ولو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها وما كان من مراحها وسائمها وأصناف أسناخها وأجناسها ومتبلدة أممها وأكياسها على إحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها ولا عرفت كيف السبيل إلى إيجادها ولتحيرت عقولها في علم ذلك وتاهت وعجزت قواها وتناهت ورجعت خاسئة حسيرة عارفة بأنها مقهورة مقرّة بالعجز عن إنشائها مذعنة بالضعف عن إفنائها.

وأنه يعود سبحانه بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه، كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها، بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان عدمت عند ذلك الآجال والأوقات وزالت السنون والساعات فلا شيء إلا الواحد القهار، الذي إليه مصير جميع الأمور.

بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، وبغير امتناع كان فناؤها ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها، لم يتكاءده صنع شيء منها إذ صنعه ولم يؤده منها خلق ما برأه وخلقه ولم يكونها لتشديد سلطان ولا لخوف من زوال ونقصان ولا للاستعانة بها على مكاثر ولا للاحتراز بها من ضد مثاور ولا للازدياد بها في ملكه ولا لمكاثرة شريك في شركه ولا لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليها.

ثم هو يفنيها بعد تكوينها لا لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ولا لراحة واصلة إليه ولا لثقل شيء منها عليه لا يملّه طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه وأمسكها بأمره وأتقنها بقدرته ثم يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها ولا استعانة بشيء منها عليه ولا لأنصراف من حال وحشة إلى حال استئناس ولا من حال جهل إلى حال علم والتماس ولا من فقر وحاجة الى غنى وكثرة ولا من ذلّ وضعة الى عزّ وقدرة".

وتلك الحقيقة هي المرآة الأتمّ الأحمدية التي لها الخلافة الكلية الإلهية أزلاً وأبداً فجمعت دائرة الخلافة والولاية أي لهذا المقام الخلافة العظمى والولاية الكلّية على جميع العوالم التي دونها، ولها وجهتان :

1. وجهة الى الذات المقدسة تستقبل الفيض فبهذه الوجهة تكون أحدية جمعية إلهية

2. ووجهة أخرى الى المقام الذي دونه في مقام الواحدية الذي هو مقام التكثرات الأسمائية التي زعيمها هو الإسم الجمعي "الله" ، ولكن حتى ننتقل الى مقام التكثّرات الأسمائية لا بد لهذا النور الجمعي من التشعّب.

حديث الكساء والقرآن يشيران الى تشعّب ذلك النور : " إنهم مني وأنا منهم" وقوله تعالى : ((فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين))

ومن هنا هذا المقام كونه واسطة فيض حتى يظهر الوجود من خلاله يجب أن يتجلّى الى المقام الذي دونه بالتكثّر والتشعّب وعلى هذا تشير الروايات، ونذكر فيما بعد إن شاء الله في المرحلة الثالثة مقام تكثّر الأنوار من مقام الحقيقة المحمدية العلوية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هوية الحقيقة المحمدية العلوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحوراء زينب :: °ˆ~*¤®§(*§المنتديات الأسلاميه §§®¤*~ˆ° :: الحوراء الأسلامي-
انتقل الى: